إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه logo       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
لقاءات في دور القوات المسلحة والحرس الوطني
30659 مشاهدة print word pdf
line-top
موقف الملك عبد العزيز مع أهل الحسبة

ذكر لنا الشيخ عبد العزيز بن رَشِيد رحمه الله أنه كان ممن فتح مكة وممن حارب الأشراف والترك في.. البقعة المشهورة في جُدَّة إلى أن فُتِحَتْ جُدَّة وفتحت مكة .
كان أهل مكة قد بقوا عدة سنين؛ عشرات السنين وهم في دولة الترك في أعمال شِرْكِيَّة، وكذلك ترك الطاعات، وفعل محرمات، وبدع ومُحْدَثات. يقول: فقال لنا الملك عبد العزيز رحمه الله: أريد أن أوظفكم في مكة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فاشترطنا عليه ثلاثة شروط.
الشرط الأول: أن يعطينا الصلاحية، فقال: لكم الصلاحية؛ فإنكم أهل علم وأهل معرفة.
الشرط الثاني: أن تتحملوا خطأنا إذا أخطأنا، ولو في قتل! تتحملون ذلك، وتدفعون عنا ما يلزمنا؛ فقال: سوف نتحمل، ولو قتلتم نصف أهل البلد!!
الشرط الثالث : أنك لا تسمع فينا المقالات، ولو أطبق أهل مكة على شكوانا؛ لا تسمع منهم، ولا تقبل منهم؛ فَقَبِلَ ذلك، وأعطانا شروطنا، إذ كنا نُدَاهِمُ البيوت، ونجد فيها من لا يصلي فنعاقبه، ونجد في الدكاكين أكياس التبغ الدخان فنحرقه.
ومن وجدناه يشرب الدخان في الأسواق جلدناه أربعين جلدة كلما رأيناه، وكذلك هدمنا جميع المزارات.. وجدنا عندهم مكانا يدعون أنه مولد علي يتمسحون به في شعب علي فدخلنا وهدمناه.
وكذلك أيضا المكان الذي يقولون: إنه مولد النبي؛ دخلنا عليه، ومسحنا أثره، وهكذا أيضا قبورٌ وجدناها في المكان الذي يقال له حارة الباب وكذلك الحفائر، وما حولها أزلنا ما فيها من المعابد..كان فيها مزارات، وفيها قبور يَدَّعُون أنها قبور أولياء، فأتلفناها.
وكثرت فينا الشكايات، وأننا نتهور، ونتسرع، ونفعل، ونفعل!! ولكن لا يقبل فينا كلاما، ويقول: أعرف أنكم أهل علم، وأهل ثقة، وأهل ديانة، وأنكم لا تُنْكِرُون إلا ما هو منكر؛ فكان هذا سببا في تطهيرها... تطهيرها في الظاهر، وأما في الباطن فإن قلوبهم تغلي حقدا علينا!! يكادون أن يبطشوا بنا!! ولكن الله تعالى نصرنا.
وهكذا إلى الآن وهم يحقدون علينا، ولا نبالي إذا كنا لا نقول إلا الحق. بكل حال هذا هو الواجب، أن يُسْعَى في الدعوة إلى الله تعالى، وفي الأمر والنهي؛ حتى يتمكن الخير، ويُذَلَّ أهل الشر. والله تعالى أعلم. وصلى الله على محمد .

line-bottom